أُخْلاقُ المُسْلِم

أَخْلاقُ المُسْلِم

درجات الإيمان

 

 

درجات الإيمان

 

لقد ذكرنا في بعض البحوث السابقة التي تحدثنا فيها عن الإيمان أن الإيمان يزداد وينقص، ويرتبط هذا الأمر بحجم العمل الذي يقوم به الإنسان قربة إلى الله تعالى، وقد أشار القرآن الكريم إلى مسألة ازدياد الإيمان فقال سبحانه في سورة الأنفال(وإذا تُليَت عليهم آياتُه زادتهم إيماناً) وقال تعالى في سورة التوبة(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ  وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) فالإيمان يزيد وينقص وكذلك الرجس.

وفي وصف هذه الحالة والتأكيد عليها قال أمير المؤمنين: إن الإيمان يبدو لُمظةً في القلب كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة: ويقول: إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب فكلما ازداد الإيمان عِظَماً ازداد البياض فإذا استُكمل الإيمان ابيض القلب كله: وأما بالنسبة لكون الإيمان درجات فقد قال تعالى(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) ويقول الصادق: إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلّم يُصعَد منه مِرقاةً مرقاة فلا يقولَنّ صاحب الإثنين لصاحب الواحد لستَ على شيء، حتى ينتهي إلى العاشر، فلا تُسقِط مَن هو دونَك فيسقطك من هو فوقك وإذا رأيتَ من هو أسفلُ منك درجة فارفعه إليك برفق ولا تَحملنَّ عليه ما لا يُطيق فتَكسِرَه فإن من كسر مؤمناً فعليه جبره: ومن ضروب درجات الإيمان ما قاله(ص) أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت: يعني أن تراقب ربك في كل ما تريد فعله أو تركه كيلا يكون هذا الأمر مغضباً لله فيجرك هذا الأمر إلى الندامة والشقاء، وقال(ص) أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله وتُعمِلَ لسانَك في ذكر الله عز وجل وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيراً أو تصمت: ويقول علي: أفضل الإيمان حسن الإيقان: وقال(ص) الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى