قصص وحكايات

قصص القرآن الكريم(الحلقة 28)

قِصةُ إِلْقَاءِ الجَسَد على كُرسي سُلَيْمَان

 

 

 

قِصةُ إِلْقَاءِ الجَسَد على كُرسي سُلَيْمَان

 

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ)

هذا امتحان آخر من الله سبحانه لعبده سليمان، وقد اجتازه بنجاحٍ كالعادة، ولكنّ أيدي التحريف وُضعت مرةً أخرى على قصةٍ حدثت له ففسروها بآراء يهودية اعتمدها كتاب(التلمود) اليهودي المليء بالسخافات والخرافات.

مرة أخرى لم يَسلم نبي الله سليمان من ألسنة المحرّفين الذين ألصقوا بعض خرافاتهم بتاريخه العظيم ونسبوها إليه ظلماً.

لقد ادعت تلك الفرقة بأن شيطاناً سرق خاتم سليمان وجلس على كرسيّه، وهذا مجرد سخافة يهودية وخرافة إسرائيلية لا تمتُّ إلى الحق بصلة.

أما المفسرون المسلمون فقد فسروا هذه الآية بأن الله تعالى افتتن سليمان بولدٍ ميت لأنه في إحدى الليالي قرر أن يطوف  على نسائه حتى يُرزق بأولاد يعينونه في شؤون الحُكم دون أن يردّ المشيئة إلى الله تعالى فرزقه ربه بولد ميت، ولعله هو المقصود بالجسد في الآية، أي أنه جسدٌ من دون روح، وهناك ندم سليمان على ما بدر منه من العجلة واستغفر ربه وأناب إليه(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)

ولم يكن طلبه للملك العظيم بهدف التمتع بزخارف الدنيا، وإنما كان الهدف هو أن يستعمل هذا الملك في إثبات التوحيد وإعلاء كلمة الله عز وجل.

(فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ)

كانت الرياح تسير بأمر سليمان، وكان تحمله من مكان إلى آخر، وكان يقطع بالريح مسافات طويلة في وقت قصير، وإنه من نِعم الله الكبرى عليه، بل إنه درسٌ للبشرية يستفاد منه إدراك قدرة الله وعطائه وتكريمه وتسديده لعباده المخلصين.

(وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ)

وقد سخّر له الجن يغوصون في البحار ويستخرجون منه الكنوز التي كان يزخرف بها ما تبنيه مجموعة الجن البنائين.

(وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ)

حيث تملّك بهم وقيّدهم فلم يستطيعوا أن يفعلوا الشر، وقد قيل بأنهم مربوطون بالسلاسل، وهذا لا ينسجم مع تركيبتهم الشفافة التي لا يمكن ربطها بالسلاسل الحديدية.

هكذا هو عطاء الله لعباده في الدنيا، أما عطاؤه لهم في الآخرة فلا تحده حدوده، ولدى الله المزيد.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى