عقائد

أُصُولُ الدين

التعايش بين اتباع الأديان الإلهية

 

 

التعايش بين اتباع الأديان الإلهية

 

رغم كون الخلاف القائم بين أهل الأديان المتنوعة، يبقى الإسلام الدين الذي يدعو أتباعه إلى التعايش الكريم مع أفراد المجتمع إلى أي مذهب انتموا وإلى أية طائفة انتسبوا، وذلك أن الإسلام دين التسامح والتعايش والمحبة، وهو الدين الذي امتاز بطريقته الخاصة في الدعوة إلى الله عز وجل، حيث أمرنا سبحانه بأن ندعو الآخرين إلى هذا الدين عن طريق العلم والفهم والحكمة والطريقة التي يقبلها الجميع بعيداً عن كل الضغائن والمنفرات، ونحن نعتقد بأن أخلاق نبيّنا(ص) وتسامحه كان له الدور الأكبر في الإسراع بانتماء الناس إلى الإسلام لأنه كان _كما أخبرنا القرآن_ على خُلُقٍ عظيم.

فمن معتقداتنا أن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي الإلهي الوحيد في هذا الزمن وفيما يأتي بعده من الأزمان، ونعتقد في الوقت ذاته بوجوب وضرورة التعايش السلمي مع أتباع الأديان السماوية الأخرى حيث لا بد من التواصل مع الآخرين سواء عاشوا في البلاد الإسلامية أو خارجها، إلا من رفع لواء محاربة الإسلام والمسلمين، وهذا ما صرّح به القرآن الكريم الذي يدلنا على الطرق الناجحة والأساليب المنتجة فقال تعالى(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)

كما ونعتقد أنه يمكن تبيين حقيقة الإسلام وتعاليمه للجميع من خلال البحث المنطقي والنقاش الموضوعي، ونعتقد بأن قابلية الاستقطاب والجذب في الإسلام من القوة بحيث يمكن لفت الأنظار نحوه وكسب الناس إليه إذا جرى توضيحه بشكل صحيح، لا سيما في عالم اليوم حيث يكثر الإقبال عليه لوعي رسالته، وهذا ما ينبغي أن يلتزم به جميع المسلمين على هذه البسيطة، والموجودين في كل مكان من أنحاء هذه الأرض، أما الأساليب التي تزرع الكره والحقد في قلوب الآخرين تجاه ديننا فلا يجوز التعامل بها بأي وجه من الوجوه.

ولهذا فإننا نعتقد بأن الإسلام يجب ألا يفرض على الآخرين قسراً: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وإننا نعتقد أن التزام المسلمين بتعاليم الدين هو أسلوب آخر لتعريف الإسلام، كما قال الإمام الصادق عليه السلام: كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم: أي بسلوككم الحاكي عما في قلوبكم، ولا ضرورة للإجبار والقسر والإكراه.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى