
العِصْمَةُ مِنَ الذُّنُوب
العصمة نوعان: نوع من الله والعبد، ونوع من العبد، أما العصمة التي من الله والعبد فهي عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام، وأما العصمة التي من العبد فهي التي تتحقق بفعل كل واجب وترك كل محرَّم، ويمكن دعم هذا النوع من العصمة بفعل المستحبات وترك المكروهات فإن الأجر بذلك أعظم والبعد عن الحرام أضمن.
ويجب على كل إنسان في هذا الوجود أن يكون معصوماً بالمعى الثاني لأنها الباب الذي يدخل منه المرء إلى رضوان ربه عز وجل، وليس الأمر صعباً كما يتوهم كثير من الناس لأن العصمة بالمعنى الثاني هي من الأمور الميسورة والمقدور عليها من قبل الجميع، ولكن الذين يستثقلون الأمر هم الذين تعودوا على الحرام فشعروا بأن التخلي عن الحرام أمر صعب، فكما يعيش الإنسان على الأرض بالحرام فهو قادر على أن يعيش من دون حرام، فالأمر يحتاج إلى شيء من الإرادة في بادئ الأمر ثم يجد بعد ذلك أن الأمر بغاية السهولة لأنك كما تعوّد النفس تعتاد، فإذا عودتها على الفلتان وأطلقتَ لها العنان تاهت في بحور الشهوات المحرمة، أما إذا لجمتها من الأساس وأمرتها بالتزكية والإنصياع لأوامر الله تعالى ونواهيه فإنها سوف تكون نفساً زكية، واعلم أن الله تعالى لم يكلفنا بما هو خارج عن حدود طاقاتنا.
الشيخ علي فقيه



